الفنانة ميمونت ن سلوان تعد من الفنانات المتميزات بالريف، إذ تعتبر معلمة فنية ونجما ساطعا أضاء ولا زال سماء الأغنية الريفية، كما تعتبر أول فنانة أمازيغية في منطقة الريف تتحرر من التقاليد المحافظة التي تمنع نساء الريف من ممارسة الفن حيث دأب المجتمع الأبوي المتسلط على حصر دور المرأة في البيت وفي عملية الإنجاب وتربية الأبناء، والسهر على راحة الزوج والأولاد. لكن ميمونت ن سلوان حاولت أن تكسر هذا التقليد وتغني خارج السرب متحدية الظروف الصعبة واضعة بثقة جدولا صغيرا لجريان المياه في أرض قاحلة أشبه بالصحراء. كانت تجربتها خطوة جريئة في التأسيس لأغنية نسائية أمازيغية شجاعة، ولإحياء تراث أرالا بويا، حيث برزت كصوت نسائي مشاغب أحدث ضجة في نهاية الستينيات وخلال السبعينيات من القرن الماضي نظرا أولا لموهبتها الفطرية في الغناء وصوتها الرومانسي الجميل الذي تغنى بالحب والمشاعر الإنسانية على إيقاع أرالابويا الشهير، وتناول مختلف تناقضات واقع عرف العديد من الأزمات، كما شهد معاناة الإنسان الأمازيغي الريفي سواء داخل المغرب أو خارجه، ونظرا من جهة ثانية لقوة شخصيتها كامرأة وقفت وسط الرجال لتعلن عن حق النساء في معانقة الفن وتطويره عبر التمرد على الصوت الرجالي المهيمن آنذاك. واذا كانت ميمونت ن سلوان قد تركت مشوار الفن غير مكتمل في وقت مبكر بداية الثمانينيات من القرن الماضي نظرا لظروفها الخاصة، فان الذاكرة الريفية الجماعية تحفظ مقاطع كاملة من أغانيها الجريئة ترددها في الأعراس والأفراح، حتى أصبحت مرجعا أساسيا في معرفة الأغنية الريفية والإلمام بتاريخها، ومحطة لا غنى عنها في تاريخ الفن الأمازيغي عموما. يبقى أن نقول إن أغاني ميمونت ن سلوان حين نسمعها الآن، رغم أنها تنتمي لمرحلة بعيدة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، فإنها تذكي فينا حالة من الحنين الذي لا يقهر إلى زمن الرومانسية والفن الجميل في الأغنية الأمازيغية بالريف..
آخرالأخبار
تحميل ...
اوقات الصلاة
حالة الطقس بمدينة الداخلة
الأكتر مشاهدة
-
قتل بائع السمك في الحسيمة وكانه لا شيء، وكانه سمكة من الاسماك التي تم طحنها. لا يهم سبب اتلاف الاسماك، او ان هذا البائع كان مخطئ، الوا...
-
أعلنت حركة "ثورة المرأة الحربيلية " النسائية، مشاركتها في اللقاء التواصلي الذي سنعقد يوم السبت 22 اكتوبر بدار الشباب جماعة اد...
-
فيلم قصيرمن إبداع فرقة الأمل للمسرح الشبابي التابعة لدار الشباب أداي و مدته ساعة و ثلاثة دقائق . بعنوان'تيغراد رزانين' سين...
-
املاك المرحوم القيد لحسن تتعرض للنهب و الاحتيال فبعد البيع بالزور و انكار ابنيه من الميراث من القرن الماضي خصوصا املاكه في "امي ن...
-
منذ أكثر من أربعين عام تحديدًا في 1973 انضمت بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي، والذي كان يعرف حينها بالجماعة الأوروبية، بهدف تحقيق وحدة أورو...
-
هام…تاريخ انتهاء قبول ملفات منحة التعليم العالي الخاصة بالتلاميذ الجدد الحاصلين على شهادة البكالورياهام…تاريخ انتهاء قبول ملفات منحة التعليم العالي الخاصة بالتلاميذ الجدد الحاصلين على شهادة البكالوريا عدد المشاهدات: 351 تنهي و...
تابعنا عبر الفيسبوك
صوت و صورة
سلسلة فنّانون منسيون : ميمونت نسلوان الصّوت الرّيفي الأصيل
الفنانة ميمونت ن سلوان تعد من الفنانات المتميزات بالريف، إذ تعتبر معلمة فنية ونجما ساطعا أضاء ولا زال سماء الأغنية الريفية، كما تعتبر أول فنانة أمازيغية في منطقة الريف تتحرر من التقاليد المحافظة التي تمنع نساء الريف من ممارسة الفن حيث دأب المجتمع الأبوي المتسلط على حصر دور المرأة في البيت وفي عملية الإنجاب وتربية الأبناء، والسهر على راحة الزوج والأولاد. لكن ميمونت ن سلوان حاولت أن تكسر هذا التقليد وتغني خارج السرب متحدية الظروف الصعبة واضعة بثقة جدولا صغيرا لجريان المياه في أرض قاحلة أشبه بالصحراء. كانت تجربتها خطوة جريئة في التأسيس لأغنية نسائية أمازيغية شجاعة، ولإحياء تراث أرالا بويا، حيث برزت كصوت نسائي مشاغب أحدث ضجة في نهاية الستينيات وخلال السبعينيات من القرن الماضي نظرا أولا لموهبتها الفطرية في الغناء وصوتها الرومانسي الجميل الذي تغنى بالحب والمشاعر الإنسانية على إيقاع أرالابويا الشهير، وتناول مختلف تناقضات واقع عرف العديد من الأزمات، كما شهد معاناة الإنسان الأمازيغي الريفي سواء داخل المغرب أو خارجه، ونظرا من جهة ثانية لقوة شخصيتها كامرأة وقفت وسط الرجال لتعلن عن حق النساء في معانقة الفن وتطويره عبر التمرد على الصوت الرجالي المهيمن آنذاك. واذا كانت ميمونت ن سلوان قد تركت مشوار الفن غير مكتمل في وقت مبكر بداية الثمانينيات من القرن الماضي نظرا لظروفها الخاصة، فان الذاكرة الريفية الجماعية تحفظ مقاطع كاملة من أغانيها الجريئة ترددها في الأعراس والأفراح، حتى أصبحت مرجعا أساسيا في معرفة الأغنية الريفية والإلمام بتاريخها، ومحطة لا غنى عنها في تاريخ الفن الأمازيغي عموما. يبقى أن نقول إن أغاني ميمونت ن سلوان حين نسمعها الآن، رغم أنها تنتمي لمرحلة بعيدة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، فإنها تذكي فينا حالة من الحنين الذي لا يقهر إلى زمن الرومانسية والفن الجميل في الأغنية الأمازيغية بالريف..
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي
اسم الموقع